{وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)}تسلية لأنفسهم، أي نحن خرجنا عن عهدة ما علينا وحثاً لهم على النظر، فإنهم لما قالوا: {مَا عَلَيْنَا إِلاَّ البلاغ} كان ذلك يوجب تفكرهم في أمرهم حيث لم يطلبوا منهم أجراً ولا قصدوا رياسة، وإنما كان شغلهم التبليغ والذكر، وذلك مما يحمل العاقل على النظر و{المبين} يحتمل أموراً أحدها: البلاغ المبين للحق عن الباطل، أي الفارق بالمعجزة والبرهان.وثانيها: البلاغ المظهر لما أرسلنا للكل، أي لا يكفي أن نبلغ الرسالة إلى شخص أو شخصين.وثالثها: البلاغ المظهر للحق بكل ما يمكن، فإذا تم ذلك ولم يقبلوا يحق هنالك الهلاك.